الأحد، 24 مارس 2013

خرافات لا نستبعد أن يعتمد عليها أصحاب القرار في الموافقة على رفع رسوم المدارس الخاصة



هناك العديد من المبررات التي يستخدمها من يريد أن يقف إلى جانب رفع رسوم المدارس الخاصة، وهم في ذلك يستخدمون مختلف الحجج التي إما أن تفوت عليهم أو أنهم يستخدمونها لتضليل الناس حتى يتمكنوا من التضييق على الأسرة الكويتية.  فيما يلي أبرز تلك الحجج وكشف لهشاشتها:
 
1.    خرافة المساعدات التي تتلقاه المدارس الخاصة في الدول الغربية

الخرافة: يستعين من يقف إلى جانب رفع رسوم المدارس الخاصة عندما يريد أن يدعم فكرته لرفع الرسوم إلى حقيقة أن المدارس الخاصة في الدول الغربية تتلقى مساعدات مادية وعينية وتبرعات أكانت حكومية أو من المؤسسات الخيرية أو الأفراد أو من خلال برامج الاستفادة من الضرائب وهذا بالطبع يساهم في تقليص رسوم الطالب ويساعد المدارس الخاصة على أداء مهامها.
الحقيقة: هذا الكلام صحيح إن كانت الظروف بين المدارس الخاصة في الدولة الغربية شبيهة بظروف المدارس الخاصة في الكويت ولكن على كل صاحب قرار أن يعي التالي قبل أن يقبل بهذه الخرافة:
  • المدارس في الدول الغربية مقسمة إلى مدارس ربحية وأخرى مدارس غير ربحية والمدارس الربحية التي تملكها شركات تعليمية أو أن ترخيصها ينص على أنها ربحية لا تتلقى المساعدات المذكورة إلا في نطاق ضيق جدا يكاد لا تكون لها أهمية.
  • لو سلمنا أن المدارس الخاصة الربحية تتلقى المساعدات المذكورة في الدول الغربية فعلينا أن لا نغفل أن من يعمل في تلك المدارس الخاصة لا يتم استثنائهم من دفع الضريبة عند تلقيهم لأي رواتب كما أن المشتريات التي تشتريها تلك المدارس لا تستثنى من ضريبة المبيعات. ولا نريد هنا أن نلقي مزيد من الاهتمام في قيمة إيجار أراضي المدارس الخاصة في الكويت لأنها رمزية.


2.    خرافة الرواتب العالية للمعلمين الأجانب وعدم رغبتهم العمل في الكويت

الخرافة: دعوة أن رواتب المعلمين الأجانب عالية وعدم رغبة المعلمين في العمل في الكويت، وهذه المعلومة يتشبث بها كل من يريد أن يقف مع زيادة رسوم المدارس الخاصة دون أن يكون لديه سبب منطقي ولعل رواتب المعلمين تعتبر الطريقة المثالية في نظرهم لإقناع أصحاب القرار. 
الحقيقة: على الرغم من تطرقنا إلى هذه الخرافة بإسهاب في إحدى الموضوعات التي تم نشرها في مدونة نادي أولياء أمور طلبة المدارس الخاصة في الكويت إلا أننا نوجز فيما يلي النقاط التي نرجو من أصحاب القرار الإطلاع عليها:

  • إن رواتب المعلمين الأجانب في الكويت لا تختلف عن دول الخليج الأخرى وكذلك دول أسيا فهي تقع ضمن نطاق مغري.
  • كثير من المعلمين الأجانب تهمهم الضريبة بشكل أساسي فهم يعلمون أن الكويت خالية من مختلف أنواع الضرائب وهو الأمر الذي تستخدمه المدارس الخاصة في الكويت كميزة أثناء التفاوض على الراتب.
  • كثير من المعلمين الأجانب يعلمون تماما أن تكاليف المعيشة في الكويت أقل نسبيا من دول المنطقة وبخاصة دبي.
  • على الرغم من أن مستوى الترفيه في الكويت يعتبر أدنى من الدول الأخرى في المنطقة مثل دبي أو آسيا إلا أن بعض المعلمين يجدون في ذلك ميزة تساعدهم على التوفير كما أن كثير منهم يجدون في موقع الكويت الجغرافي ميزة الحصول على تذاكر سفر بأسعار مقبولة للوصول إلى دول الخليج وبعض دول آسيا الأمر الذي عوض افتقار الكويت لعنصر الترفيه.
  • المشاكل الرئيسية التي يعاني منها المعلمين الأجانب ولا يتطرق إليها لا ملاك المدارس الخاصة ولا أصحاب القرار هو الظلم الذي يقع على المعلمين جراء هضم حقوقهم من قبل كثير من المدارس الخاصة. هذا ليس ادعاء وإنما نجده في كثير من منتدياتهم ومدوناتهم ويثيرون موضوعات يندى لها الجبين جراء الظلم الذي يقع في بلد مثل الكويت. ومهما كانت المغريات المالية فهم يعلمون أنهم لن يحصلوا عليها لأن بعض المدارس تتحايل عليهم وتحرمهم من حقوقهم.
  • إن رواتب المعلمين خاضعة لسوق العمل، واليوم العالم مفتوح أكثر من ذي قبل، ولكن ملاك المدارس الخاصة يفضلون الأدنى أجرا وليس كما يدعون بصعوبة العثور على المعلمين.


3.    خرافة التضخم وارتفاع الأسعار

خرافة: إن التضخم الاقتصادي ينعكس سلبا على المدارس الخاصة في حالة بقاء الرسوم الدراسية على حالها دون زيادة سنوية تتوافق مع نسبة التضخم في البلد.
الحقيقة: إن التضخم الذي قد استند عليه بعض أصحاب القرار هو فقط من أجل استكمال مبررات الزيادة، إن تأثير التضخم لا يقتصر على المدارس الخاصة فقط وإنما أيضا على أولياء الأمور ولكن الفرق أن أولياء الأمور أكثر تضررا من التضخم مقارنة بالمدارس الخاصة، فيما يلي أبرز الحقائق التي تدل على هشاشة هذه الخرافة:

  • الإيجارات والعقارات بالنسبة للمواطن في ارتفاع بينما الإيجارات التي تدفعها المدارس الخاصة للدولة مقابل الأراضي هي إيجارات رمزية تتراوح ما بين 3 إلى 5 دنانير للمتر المربع وهي أسعار ثابتة بل أنه تم تخفيضها لدعم المدارس الخاصة قبل سنوات.
  • إن التضخم أشد وطأة على المواطنين لا الشركات المالكة للمدارس الخاصة. وإن كان هناك من يراعي التضخم فعليه أن لا يغفل أن الرسوم الدراسية في الأساس مبالغ فيها ومضخمة حيث تشكل التكلفة الفعلية ما بين 25% إلى 30% من رسوم الطالب أي هامش ربح يتراوح ما بين 70% إلى 75%.
  • إن نسبة الزيادات السنوية في الرسوم المتراكمة منذ عام 1997 تفوق النسبة السنوية للتضخم منذ ذلك الوقت إلى اليوم. وهذا يعني أن زيادة الرسوم لم تكن مرتبطة بارتفاع نسبة التضخم كما يروج له البعض وإنما كانت زيادة عشوائية والدليل على ذلك أنه تمت دون كشف للتكلفة الفعلية للطالب في كل مدرسة ولكل مرحلة فيها.
  •  أما من يقول أن التضخم نال من أسعار الكتب المدرسية، فقد ألقى بدليل على عدم درايته بما يحصل في المدارس الخاصة، فجميعنا يعلم كأولياء أمور أن غالبية الكتب المدرسية في المدارس الخاصة وبخاصة الأجنبية مرتفعة الثمن، ولكن كثيرا ما يكتشف أولياء الأمور أن طبعات الكتب قديمة، وقد تعود إلى سنوات ماضية. هذا فضلا عن استخدام الكتاب الواحد من قبل أكثر من طالب عبر السنوات، ويتم تغريم الطالب في حالة تلف الكتاب وتعويض قيمته في حالة ضياعه.
 
 


الأربعاء، 6 مارس 2013

لقد قدم عضو مجلس الأمة مشاري الحسيني مصلحة الأسرة الكويتية على مصلحة الشركات الاستثمارية


اليوم هو يوم تاريخي في تاريخ التربية والتعليم في الكويت، واليوم هو أول مرة في تاريخ مجلس الأمة منذ الاستغلال يقدم عضو من الأعضاء بكل جرأة ويعلنها مدوية ويطلب من وزير التربية عبر وسائل الإعلام أمام الشعب أن "يكشف التكلفة الفعلية للطالب في كل مدرسة خاصة ولكل مرحلة فيها أسوة بالدول المتطورة". هذا العضو الذي قدم مصلحة ستين ألف طالب كويتي في المدارس الخاصة لم يلتفت إلى الضغوط التي قد يمارسها عليه عدد من الأشخاص يملكون شركات استثمارية وعقارية وتمويلية تمتلك مدارس خاصة وتستخدمها كأدوات غبن مضمونة الربح على حساب مقدرات الأسرة الكويتية بسبب غياب الرقابة والمحاسبة من قبل وزارة التربية حتى أصبحت كالبيضة التي تبيض الذهب. هذا العضو الفاضل هو الدكتور مشاري الحسيني الذي بالفعل أطلقها بصراحة أمام الملء واضعا أمام عينيه مصلحة أسر ستين ألف طالب كويتي في المدارس الخاصة وفاءا لقسمه عندما قال "وأذود عن حرية الشعب ومصالحه وأمواله، وأن أقوم بأعمالي بالأمانة والصدق" فشكرا لك أيها العضو الفاضل فالكويت لم تسمع مثل هذا النوع من الكلام الذي ينصب في مصلحة الوطن والمواطن منذ قيام مجلس الأمة، نقولها بصدق وأمانة ويمكنك التحقق من ذلك بإطلاعك على مضابط مجلس الأمة منذ أول انعقاد له إلى الآن وستجد جلها نقاشات تنصب بتشريع قوانين لا يستفيد منها إلا قلة.


لقد كان من ضمن تصريحه الاستثنائي مطالبة طالما انتظرناها وهي:

"كشف التكلفة الفعلية للطالب في المدارس الخاصة لكل مدرسة ولكل مرحلة دراسية فيها يعد مطلبا أساسيا فهي الوسيلة المباشرة لمعرفة المدارس التي تهتم بتعليم الطلاب من المدارس التي تهتم بالأرباح، كما هو متبع في كثير من دول العالم المتقدمة" المصدر



نحن هنا نريد أن نسترعي انتباه كل من تهمه مصلحة الكويت والكويتيين:

أولا: التعليم خدمة تختلف عن الخدمات الأخرى التي تقدمها الشركات التجارية، فالتلاعب في التعليم وتقديم خدمات تعليمية سيئة لا ينعكس تأثيره على جيل أو جيلين بل أن انعكاساته مؤثرة على الأمة بأسرها ومستقبلها. فهذه الأجيال التي ستقع ضحية خدمات تعليمية سيئة سوف تتضرر وتضر أفراد المجتمع آجلا أم عاجلا والأهم من ذلك ما تفسده الخدمات التعليمية من المستحيل تعويضه. وهنا تأتي أهمية تدخل الحكومات للتأكد من مدى التزام المؤسسات التعليمية الخاصة بالوفاء بتقديم خدمات تعليمية ذات جودة معلومة وأن لا تنخفض جودتها عن معايير معينة يتم تحديدها من قبل الدولة فالدولة وحدها هي التي تحدد المعايير المطلوب توافرها في الأجيال المتعلمة في المجتمع وهذا يحصل في كل مكان في العالم.

ثانيا: كما أن خدمات التعليم الخاص تختلف عن الخدمات التجارية لكونها خدمات مصيرية تمد المجتمع بأجيال متعلمة ولا يجب الاخلال بذلك الإمداد بأي حال من الأحوال وإلا تأثر المجتمع بضعف إمداد المجتمع بالمتعلمين الذين عليهم اكمال مسيرة الأجيال السابقة وهكذا. وهنا تأتي أهمية منح التراخيص للمؤسسات التعليمية الخاصة القادرة على الوفاء بالتزامها بمجموعة من الالتزامات أمام المجتمع وأهم تلك الالتزامات هي الالتزام بعدم استغلال حاجة أفراد المجتمع إلى تعليم أبنائهم برفع الأسعار حتى لا يؤثر ذلك على اقبال الناس على التعليم الخاص وبالتالي عزوفهم عن تعليم أبنائهم في المدارس الخاصة مما يترتب عليه تأثر إمداد المجتمع بالأجيال المتعلمة وفقا لمعايير قد تكون الدولة بحاجة إليها.

ثالثا: الخدمات التعليمية ليست كبقالة عندما يرفع صاحبها أسعار السلع التي يبعها بإمكان المشتري التوجه إلى بقالة أخرى، أو شركة هواتف بإمكان المستخدم إلغاء اشتراكه والاشتراك في شركة أخرى. فالمدرسة الخاصة عندما يبدأ بها الطفل منذ صغره في التعلم وفقا لمنهج معين وفي بيئة مدرسية معينة تصبح عملية انتزاعه من الوسط الذي تعوده عليه أمرا صعبا. فهذا لن يؤثر على مستواه الأكاديمي بسبب تغير المناهج وإنما أيضا على حالته النفسيه بسبب تغير الظروف والوجوه الأصدقاء. كما أن الطلاب الذي ستعلمون في المدارس الأجنبية على سبيل المثال سيواجهون بعقبات تعلم المواد العلمية والرياضيات والاجتماعيات باللغة العربية مما يجعل الأمر صعبا عليهم للغاية وهذا الأمر يعلمونه جيدا ملاك المدارس الخاصة ويعلمون أن أولياء الأمور سوف يعملون كل ما في وسعهم لإبقاء أبناؤهم في مدارسهم الخاصة حتى وإن اضطروا للاقتراض. ومن أجل ذلك نجد دول العالم المتحضرة والمتقدمة لا تترك أبناؤها عرضة لهذا الابتزاز الرخيص لذا نجد الدول لا تمنح رخص انشاء المدارس الخاصة إلا لمن يلتزم في وفائه في اكمال تعليم الطلاب ولا يستغل ارتباطهم في بيئة المدرسة في رفع الرسوم في منتصف مشوارهم التعليمي والتربوي.