الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

التكلفة الفعلية للطالب في المدارس الأجنبية وثنائية اللغة في حدود 937 دينار



تم اعداد هذا الموضوع قبل سنوات ولكن في دولة مثل الكويت التي تخلوا من الضرائب بالإضافة إلى البنية التحتية المجانية من طرق وأمن وخدمات بلدية وصحية وكذلك المياه والكهرباء والوقود حتى الطحين المدعوم يجعل كافة ما في هذا التقريرمن أرقام لا تختلف كثيرا عن الوضع اليوم.

إن ما سنسرده هنا ليس اختراع جديد ولكن لا توجد دولة في العالم إلا ووضعت نظام حازم يجبر المدارس الخاصة إلى الموازنة ما بين جودة التعليم وربح ملاك المدرسة من أجل ضمان استمرار المدارس الخاصة بتزويد المجتمع بالمتعلمين الأكفاء. أشهر النظم المتبعة في ضبط عملية الرسوم هو إفصاح كل مدرسة عن التكلفة الفعلية للطالب الواحد ويطلق على ذلك مصطلح "Cost per Student" أو "Cost per Pupil" مع التقييد بنسبة من هذه التكلفة تخصص لرواتب المعلمين حيث تتراوح ما بين 64% (كنسبة مقبولة) إلى 80% (للتعليم المتميز) أما باقي التكاليف فيخصص للمستلزمات الدراسية التي تتضمن ايجارات المباني وصيانتها وتكاليف الكتب الدراسية ووسائل تعليمية وغيرها من مستلزمات وهذه النسبة تتباين من دولة إلى أخرى ومدرسة إلى أخرى. وهنا يتم نشر تلك المعلومات بكل شفافية بحيث تصبح في متناول الناس وبالتالي تصبح مؤشر على مدى اهتمام المدرسة في رفع التكلفة لصالح رفع مستوى التعليم وليس زيادة الأرباح. كما أن هذه طريقة تتيح لأولياء الأمور اختيار المدرسة الأفضل لأبنائهم بناء على التكاليف الفعلية وليس بناءا على الإعلانات التجارية وشكل المباني. فولي الأمر سيجد أمامه رقمين الأول الرسم الدراسي والثاني التكلفة الفعلية للطالب لكل مرحلة دراسية وكلما كان الفرق كبيرا كلما كان هدف المدرسة هو لجني الأرباح على حساب جودة التعليم.

لو طبقنا ذلك على المدارس الخاصة في الكويت فبعملية حسابية بسيطة سنجد أن التكلفة الفعلية للطالب مبالغا فيها بدرجة كبيرة جدا، وفيما يلي حساب تقديري للتكلفة الفعلية وهي تتباين من مدرسة إلى أخرى وفقا لجنسيات المعلمين والمنهج المتبع ولكن ذهبنا هنا إلى تقدير قد ينطبق على المدارس الأمريكية والإنجليزية وكذلك ثنائية اللغة:
يتراوح راتب المعلمين الأجانب في المدارس الخاصة في الكويت ما بين ما بين 500 دينار إلى 1000 مع توفير السكن والتأمين الصحي وتذكر السفر مجانا. وإذا سلمنا بأن تكاليف السكن والتأمين الصحي وغيرها من مصاريف بما في ذلك مصاريف نهاية الخدمة حوالي 1000 دينار في السنة فإن ذلك يعني أن أقصى تكلفة شهرية تدفعها المدرسة الخاصة للمعلم هي 1200 دينار (1000 راتب شهري + 1000 مخصصات مقسومة على 12 شهر)، مع ذلك لنذهب إلى تقدير أكبر ونقل أن التكلفة الشاملة الشهرية للمعلم الواحد أكثر من ذلك ولنقل أنها تبلغ 1500 دينار.
نأتي إلى الرسوم الدراسية ولنقل أن متوسط الرسوم الدراسية للطالب الواحد لكل المراحل حوالي 3000 دينار (وأنتم كأولياء أمور تعلمون جيدا أنها تتجاوز ذلك). أما عدد الطلبة في الفصل الواحد فأنه يبلغ 24 طالب في الفصل الواحد وذلك وفقا لقيود وزارة التربية فهذا يعني أن العائد من 24 طالب في السنة هو 72 ألف دينار (3000 دينار رسوم سنوية للطالب الواحد في 24 عدد الطلاب في الفصل)
                                                 
إذن العائد الذي تحصل عليه المدرسة من الفصل الواحد هو
أجمالي رسوم سنوية لـ 24 طالب في الفصل الواحد      72000
التكلفة السنوية للمعلم 1500 دينار في 12 شهر        18000
الفرق                                                  54000

أي أن ما يصرف كرواتب للمعلمين (وهم أساس العملية التعليمية) يشكل 25% من أجمالي الرسوم، أما الباقي (75%) فهو متروك للمدرسة لتبريرات ما لها نهاية عن أوجهه صرفه. من هذه العملية الحسابية نجد أن الفصل الواحد يدر مبالغ قدره 54000 دينار سنويا من الفصل الواحد.
إذا افترضنا أن عدد الفصول لكل مرحلة أربع فصول وهناك 12 مرحلة فهذا يعني أن عدد الفصول في المدرسة الواحدة 48 فصل، ولا أشك أن هذا الرقم قد يكون أقل من الواقع فكلكم أولياء أمور وترون بأنفسكم كيف أن الفصول محشورة في كل أنحاء المدرسة.

العائد الإجمالي من الفصول بعد خصم تكلفة المعلم:

العائد من الفصل الواحد 54000 دينار سنويا
عدد الفصول لكل المراحل 48 فصل
الإجمالي هو 2,592,000 دينار (وذلك بعد خصم تكاليف المعلمين)

في هذه الخطوة علينا أن نخصم التكاليف الإدارية في المدرسة وهي عملية بإمكان وزارة التربية التعرف عليها فكل موظف أكان إداري أو عامل يعمل في المدرسة لا بد أن تكون وزارة التربية على علم بوجوده وكذلك راتبه. وهنا يجب أن لا نغفل أن عدد الوظائف الاشرافية والإدارية أقل بكثير من عدد المعلمين. وقد لا نبالغ إن قلنا أن تكاليفهم لا نزيد عن بند المعلمين (854,000 دينار سنويا) أو أكثر بقليل. ولا شك أن هناك تكاليف أخرى تشغيلية مثل الصيانة والأمور الاستهلاكية وغيرها من مستلزمات كالوسائل التعليمية والكتب وغيرها.
بعد هذا علينا أن نخصم أهم تكلفة وهي التكلفة التي تعرفها تماما وزارة التربية؛ وهي تكلفة تأجير مبنى المدرسة إن كان مبنى المدرسة مملوكا لوزارة التربية وهي قيمة يجب الافصاح عنها بشفافية لأولياء الأمور. فكم يا ترى المبالغ التي تدفعها المدرسة لوزارة التربية؟





تقدير للتكلفة الفعلية للطالب في الكويت
إذا استعنا بنسب توزيع التكلفة الفعلية للطالب المستخدمة في الولايات المتحدة الأمريكية كأساس لحساب تقدير التكلفة الفعلية للطالب في الكويت فذلك يعني أننا بحاجة إلى افتراض أن التكلفة السنوية للمعلم في المدرسة الخاصة في الكويت منطلق لحساب التكلفة الفعلية للطالب في الكويت وفقا للخطوات التالية:
تكلفة المعلم السنوية هي 18000 دينار (على اعتبار الراتب الشهري مع المخصصات هو 1500 دينار)
عدد الطلاب في الفصل 24 طالب
أي أن تكلفة التدريس للطالب الواحد هي 750 دينار سنويا
ذكرنا سابقا نسبتان لتوزيع التكلفة الكلية للطالب فالأولى 64% لرواتب للمعلمين و 36% للمستلزمات أما الثانية فهي 80% لرواتب المعلمين و 20% للمستلزمات.
في الحالة الأولى (64%)
إذا قلنا أن 750 دينار هي 64% من التكلفة الإجمالية للطالب فإن ذلك يعني أن التكلفة الإجمالية للطالب هي 1171 دينار على اعتبار أن 421 دينار هي تكاليف مستلزمات الدراسة للطالب الواحد.
في الحالة الثانية (80%)
إذا قلنا أن 750 دينار هي 80% من التكلفة الاجمالية للطالب فإن ذلك يعني أن التكلفة الإجمالية للطالب هي 937 دينار على اعتبار أن 187 دينار هي تكاليف مستلزمات الدراسة للطالب الواحد.

مما تقدم يمكننا أن نستنتج أن التكلفة الفعلية للطالب في المدارس الخاصة الاجنبية وثنائية اللغة ما بين 937 دينار و 1171 دينار سنويا. وعندما تكون رسوم دراسة الطالب الواحد هي 3000 دينار فهذا يعني أن المدرسة تحصل على أرباح تتجاوز ضعفي التكلفة وهذا يعد أمر مرفوض وعلى وزارة التربية أن تعمل على خفض الرسوم الدراسية. علما بأن الكويت دولة خالية من الضرائب ولا توجد رسوم مرهقة على المدرسة بل أن جزء من الكتب الدراسية هي كتب مجانية تحصل عليها المدرسة من وزارة التربية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه علينا أن نتعامل مع هذه الأرقام بحذر شديد لأنها تعتمد على افتراضات وليس معلومات دقيقة فهناك الكثير من البيانات المغيبة التي لا بد على وزارة التربية أن تستخرجها من المدارس الخاصة من أجل حساب التكاليف بطريقة سليمة ومن ثم حساب التكلفة الفعلية

لقد كان ما تقدم تقدير يشوبه الكثير من الأخطاء وبعيد عن الدقة بسبب غياب الشفافية ولكنه يجعلنا قادرين على تصور كيف تصرف الرسوم وكيف أن الرسوم مبالغ فيها جدا ومضخمة ولا يوجد أي مبررا منطقي لإبقائها أو زيادتها ما لم تفصح تلك المدارس عن أوجه صرف المبالغ بإشراف وزارة التربية وبطرق محاسبية قانونية لا يشوبها شك.

استمارة افصاح عن التكاليف الفعلية للطالب في كندا
    
إن معرفة وزارة التربية بالتكلفة الفعلية للطالب الواحد يساعدها في حساب أي دعم مستقبلي لأولياء الأمور أو في حالة إقرار فكرة دفع تعويض لكل ولي أمر يفضل إدخال أبنائه إلى المدارس الخاصة لكونه قلص التكلفة على الدولة. كما أن معرفة التكلفة الفعلية للطالب تتيح لأولياء الامور اختيار المدرسة الأصلح التي تحافظ على سمعتها من خلال تفضيل الاستثمار في رفع مستوى التعليم لا جني الأرباح فقط. كما أن هذه الطريقة تكشف المدارس الجيدة من المدارس التي تهدف إلى الربح التجاري مما يمنح الفرصة للمدارس الجيدة في البروز ويشجع المدارس الأخرى على المنافسة.

في الختام: إن اتحاد تعليم المدارس الخاصة أنشأ لجان من أجل صياغة المبررات التي من شأنها تدفع وزارة التربية القبول بزيادة الرسوم العام القادم. ونحن كأولياء أمور لنا مبررات لخفض الرسوم، ولكن وبقاؤنا ساكتين سنكون كما الضحية التي لا تعرف متى يحين موعد ذبحها. يجب علينا كأولياء أمور طلبة المدارس الخاصة في الكويت أن تصل كلمتنا واضحة وهي ضرورة الكشف عن التكلفة الفعلية للطالب الواحد لكل مرحلة وبشفافية وبدقة محاسبية قانونية قبل أي زيادة مستقبلية في الرسوم وذلك لا يغني عن عملية تقييم المستوى الأكاديمي للمدارس الخاصة أسوة بحكومة دبي.